مسقط مدينة قديمة في تاريخها، معاصرة في حاضرها، لعبت دورا هاما كمحطة
تجارية منذ بداية العصور الإسلامية، وتعتبر من أهم المراكز التجارية نظراً
لموقعها الإستراتيجي المميز الهام، وتقع فيها قلعتي الجلالي والميراني
التاريخيتين اللتين تشتهر بهما والتين كانتا أهم ما تركه البرتغاليون في
عمان. ونشاهد في العاصمة مسقط وولاياتها التمازج الرائع بين التراث الحضاري
القديم والطابع العصري الحديث المعاصر، فترى فيها المنازل والبوابات
والأسواق القديمة التي تفوح بالعبق التاريخي الأصيل والدكاكين الصغيرة
والطرق الضيقة الملتوية بجانب المنازل العصرية البيضاء والأسواق الحديثة
والمحلات والشوارع الواسعة ذات التخطيط العمراني الحديث مما يحفظ لعمان
شخصيتها التاريخية والحضارية ويضفي عليها في روح العصر والحداثة. اشتهرت
مسقط كأحد انظف العواصم العربية، وقد نالت بذلك شرف الفوز في مسابقة انظف
مدينة عربية عدة مرات على التوالي، وتتويجاً لذلك فقد قام الكثير من رؤساء
الدول وصناع القرار بحجز مساحات واسعة في مسقط لتكون مصايف ومناطق استجمام
لهم.
تضم أسوار مسقط ثلاثة مداخل أو أبواب رئيسية
هي: باب المثاعيب والباب الكبير والباب الصغير. ويقع الأول في الركن
الغربي, أسفل قلعة الميراني، والثاني عند نهاية الضلع الغربي للأسوار، وهو
بمثابة المدخل الذي يؤدي إلى معظم الطرق المؤدية إلى كل ضواحي مسقط ومدينة
مطرح كذلك. ويقع الباب الثالث الصغير منتصف الضلع الجنوبي، ويعتبر أيضا
مدخلا رئيسيا مثل السابق كما ذكر.
يوجد بها حصن
يسمى حصن السيفة وهو يطل على البحر من جانب، وعلى الوادي من الجانب الآخر.
وكانت أسوار مدينة مسقط في جميع العصور السابقة تعتبر الخط الدفاعي الأول
لتحصين وحماية المدينة من المهاجمين والاعداء، نظرا لأن المدينة تحيطها
الصخور الطبيعية التي تقوم مقام الأسوار الطبيعية، فقد أطلق العمانيون على
هذا السور منذ القدم اسم (الحصن) وهو اسم على مسمى، فضلا عن وجود أسوار
أخرى تحيط بالمدينة من الجانبين الغربي والجنوبي, وهي التي بنيت في عام
1625م وأقيمت عليها العديد من الأبراج الدائرية. أما الجانب الشمالي
والشرقي فيحميها خليج مسقط والجبال الشرقية من جانب.